فضل التوحيد

موضوع: فضل التوحيد الإثنين أكتوبر 01, 2012 3:02 pm

فضل التوحيد

إن من أعظم الأعمال و الأقوال و الإعتقاد هو التوحيد (لا إله إلا الله) و معناه لا معبود بحق إلا الله فالتوحيد أوجب الواجبات؛ والشرك أعظم المحرمات؛ لأنه محبط للأعمال؛ ومهلك لصاحبهِ قال الله عز وجل: (إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ) (سورة النساء) وقال الله عز وجل: (وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (سورة الزمر) .
و إن العمل لا يقبل إلا بشرطين اثنين الأول الإخلاص لله والثاني المتابعة لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ويقصد بالإخلاص أن يكون العامل لهذا العمل يقتضي به وجه الله ويقصد بالمتابعة أن يكون موافقا لكتاب الله سبحانه ولسنة رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، قال الله عز وجل: (فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً) (سورة الكهف),و قال عز وجل: (ومَا اُمرُوا إلا ليعبدوا اللهَ مخلصينَ لهُ الدينَ حنفآءَ ويقيمواْ الصلاة ويؤتواْ الزكاةَ وذلكَ دينُ القيمةِ ) (سورة البينة).
فضل التوحيد:
قال الله تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ)(سورة الأنبياء).
وقال تعالى: (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ) (سورة النحل)
و قال عز وجل وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون، ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون، إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ) (سورة الذاريات)
قال تعالى: ( إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ ) ( سورة المائدة )
قال تعالى: ( وَمَن يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ ) (سورة المؤمنون).
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:" أمرت أن أقاتل الناس, حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله, و أنّ محمّدا رسول الله, و يقيموا الصلاة, و يؤتوا الزكاة, فإذا فعلوا ذلك عصموا منّي دماءهم و أموالهم إلا بحقّ الإسلام, و حسابهم على الله ثمّ قرأ ( فذكّر إنّما أنت مذكّر . لست عليهم بمسيطر ) " حسن صحيح .
 عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " من قال لا إله إلا الله أنجته يوما من دهره, أصابه قبل ذلك ما أصابه " حديث صحيح .
 عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " عن نبي الله نوحا صلى الله عليه وسلم لما حضرته الوفاة، قال لابنه إني قاص عليك الوصية، آمرك باثنتين، وأنهاك عن اثنتين آمرك بلا إله إلا الله؛ فإن السماوات السبع والأرضين السبع، لو وضعت في كفة، ووضعت لا إله إلا الله في كفة، لرجحت بهن، ولو أن السماوات السبع، والأرضين السبع، كن حلقة مبهمة لقصمتهن لا إله إلا الله، وسبحان الله وبحمده؛ فإنها صلاة كل شيء، وبها يرزق كل شيء. وأنهاك عن الشرك والكبر . فقلت - أو قيل - يا رسول الله ! هذا الشرك قد عرفناه، فما الكبر؛ هو أن يكون لأحدنا حلة يلبسه ؟ قال لا قال فهو أن يكون لأحدنا نعلان حسنتان لهما شراكان حسنان ؟ قال لا، قال فهو أن يكون لأحدنا دابة يركبها؟ قال لا، قال فهو أن يكون لأحدنا أصحاب يجلسون إليه؟ قال لا، قال يا رسول الله! فما الكبر؟ قال سفه الحق، وغمص الناس " صحيح الأدب المفرد.
 قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:" من شهد أن لا إله إلا الله دخل الجنّة" السلسلة الصحيحة .
 عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:" قال موسى يا رب علمني شيئا أذكرك به، قال قل لا إله إلا الله، فقال يا رب كل عبادك يقول هذا إنما أريد شيئا تخصني به قال يا موسى لو أن السماوات السبع وعامرهن والأرضين السبع جعلن في كفة ولا إله إله إلا الله في كفة لمالت بهن لا إله إلا الله " حسن.
 قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: " من قال لا إله إلا الله مخلصا دخل الجنّة" السلسلة الصحيحة.
 عن أبي ذر رضي الله عنه قال: " قلت يا رسول الله علمني عملاً يقربني إلى الجنة ويبعدني عن النار. قال إذاعملت سيئة فأتبعها حسنة تمحها قال قلت يا رسول الله ! أمن الحسنات لا إله إلا الله ! قال : هي أفضل الحسنات "صحيح الترغيب والترهيب.
 عن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" أشهد أن لا إله إلا الله ، و أني رسول الله ، لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما إلادخل الجنة " صحيح الجامع.
 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أبشروا و بشّروا الناس, من قال لا إله إلا الله صادقا بها دخل الجنّة " السلسلة الصحيحة.
 عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إن الله سيخلص رجلا من أمتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة فينشر عليه تسعة وتسعين سجلا، كل سجل مثل مد البصر ثم يقول أتنكر من هذا شيئا ؟ أظلمك كتبتي الحافظون ؟ يقول: لا يا رب. فيقول: أفلك عذر؟ فيقول: لا يا رب، فيقول: بلى إن لك عندنا حسنة وإنه لا ظلم عليك اليوم، فيخرج بطاقة فيها أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، فيقول: احضر وزنك، فيقول: يا رب ما هذه البطاقة ما هذه السجلات ؟ فقال فإنك لا تظلم . قال: فتوضع السجلات في كفة والبطاقة في كفة فطاشت السجلات وثقلت البطاقة، ولا يثقل مع اسم الله شيء " صحيح الترميذي.
 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أفضل الذكر لا إله إلا الله، و أفضل الدعاء الحمد لله " صحيح الجامع.
 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" فإن الله قد حرم على النار من قال لا إله إلا الله ، يبتغي بذلك وجه الله " صحيح البخاري.
 قال صلى الله عليه وسلم " الايمان بضع وسبعون شعبة فأعلاها قول لا اله الا الله..." صحيح مسلم.
 عن معاذ رضي الله عنه كنت رديف النبي صلى الله عليه وسلم على الحمار فقال لي يا معاذ أتدري ما حق الله على العباد وحق العباد على الله قال:الله ورسوله أعلم، قال:" حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا وحق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شئيا "رواه البخاري ومسلم.
-* وبهذا يتبين أن معنى التوحيد هو إثبات الألوهية لله أي لا معبود بحق إلا الله ونفيها عمن سواه أما من يقول لا إله إلا الله وهو مع ذلك يستغيث بغير الله عند نزول المصائب يستغيث بالأموات يستغيث بالأولياء بالقبور والأضرحة فهذا لم يحقق مقتضى لا إله إلا الله لأنه صرف العبادة لغير الله تعالى فالاستغاثة بهذا المعنى لا تكون إلا بالله قال عز وجل (إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم) وما شرع الله أن يتعبد له به فلا يجوز صرفه لغيره.
ومن يقول لا إله إلا الله وهو مع ذلك يذبح للجن والشياطين أو يقرب النذور للقبور والأضرحة فهذا لم يؤمن بلا إله إلا الله لأن الذبح عبادة فكيف يذبح لغير الله والله عز وجل يقول: (فصل لربك وانحر) ويقول (قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين).
 قال صلى الله عليه وسلم" أكثروا من شهادة أن لا إله إلا الله, قبل أن يحال بينكم و بينها, و لقّنوها موتاكم" السلسلة الصحيحة.
 عن النبي صلى الله عليه و سلم قال: " إذا قبر الميت, أو قال أحدكم, أتاه ملكان أسودان أزرقان, يقال لأحدهما المنكر, و الآخر النكير, فيقولان ما كنت تقول في هذا الرجل؟ فيقول ما كان يقول هو عبد الله و رسوله, أشهد أن لا إله إلا الله, و أنّ محمّدا عبده و رسوله, فيقولان قد كنّا نعلم أنّك تقول هذا, ثمّ يفسح له في قبره سبعون ذراعا في سبعين, ثمّ ينوّر له فيه, ثمّ يقال له نم, فيقول أرجع إلى أهلي فأخبرهم؟ فيقولان نم كنومة العروس الذي لا يوقظه إلا أحبّ أهله إليه, حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك, و إن كان منافقا قال سمعت الناس يقولون, فقلت مثله لا أدري، فيقولان قد كنّا نعلم أنّك تقول ذلك, فيقال للأرض التئمي عليه , تلتئم عليه فتختلف أضلاعه, فلا يزال فيها معذّبا حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك " صحيح الترغيب و الترهيب.
التوحيد له آثار عظيمة وفوائد وفضائل كثيرة لانه هو اصل الاصول واساس في كل عمل،ومن فضائله وآثاره :
1- أنه يمنع الخلود في النار إذا كان في القلب ادنى مثقال حبة خردل وأنه اذا كمل في القلب يمنع دخول النار بالكلية.
2- أنه السبب الأعظم لتفريج كربات الدنيا والآخرة ودفع عقوبتهما.
3- أنه يحصل لصاحبه الهدى الكامل والأمن التام في الدنيا والآخرة. قال تعالى (الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون).
4- أنه السبب الوحيد لنيل رضا الله وثوابه، وأن أسعد الناس بشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم من قال: لا إله إلا الله خالصا من قلبه.
5- أن جميع الأعمال والأقوال الظاهرة والباطنة متوقفة في قبولها وفي كمالها، وفي ترتب الثواب عليها على التوحيد، فكلما قوي التوحيد والإخلاص لله كملت هذه الأمور وتمت.
6- أنه يسهل على العبد فعل الخير وترك المنكرات ويسليه عن المصيبات، فالمخلص لله في إيمانه وتوحيده تخف عليه الطاعات لما يرجو من ثواب ربه ورضوانه، ويهون عليه ترك ما تهواه النفس من المعاصي، لما يخشى من سخطه وعقابه.
7- أن التوحيد إذا كمل في القلب حبب الله لصاحبه الإيمان وزينه في قلبه، وكره إليه الكفر والفسوق والعصيان، وجعله من الراشدين.
8- أنه يخفف عن العبد المكاره ويهون عليه الآلام.
9- أنه يحرر العبد من رق المخلوقين والتعلق بهم وخوفهم ورجائهم والعمل لأجلهم، وهذا هو العز الحقيقي والشرف العالي.
10- أن التوحيد إذا تم وكمل في القلب وتحقق تحققا كاملا بالإخلاص التام، فإنه يصير القليل من عمله كثيرا، وتضاعف أعماله وأقواله بغير حصر ولا حساب.
11- أن الله تكفل لأهله بالفتح والنصر في الدنيا، والعز والشرف وحصول الهداية والتيسير لليسرى وإصلاح الأحوال والتسديد في الأقوال والأفعال.
12- أن الله يدافع عن الموحدين أهل الإيمان شرور الدنيا والآخرة، ويمن عليهم بالحياة الطيبة والطمأنينة إليه والطمأنينة بذكره.
باختصار من فوائد دراسة كتاب القول السديد شرح كتاب التوحيد للامام السعدي.

و لمزيد من الفضائل أقدم لكم كتاب قيم فضائل الأعمال في اليوم و الليلة
http://www.ajurry.com/vb/showthread.php?t=15867

» كلمات عن فضل التوحيد